المستشرقون والإسلام :
معنى المستشرقون أو الاستشراق هو دراسة ثقافات الشرق من وجهة نظر غربية، وكانت بدايات هذا الإستشراق بمجيء أفراد -قساوسة- من الغرب، لكنهم جاؤوا بصفة أطباء، أساتذة، معلمين وعسكريين ...
ومن البلدان التي تردد عليها هؤلاء بكثرة هي مصر، لبنان وسوريا لأهمية هذه الدول في الشرق وثقافاتها العظيمة.
منذ القدم بدأ المستشرقون من علماء أوربا بدراسة الملة المحمدية والقرآن من نواحي مختلفة، منهم من كان منصفا في البحث والدراسة ومنهم من أعمته عصبيته وبغضه (حاله كحال المتعصب من أهل الإيمان). بقيت هذه الدراسات والأبحاث تتزايد مع مرور الزمن إلى أن بلغت أوجها في القرن التاسع عشر، حيث بدأت الدراسات تتميز بالعمق والجدية وهذا راجع لانتشار واسع للمؤمنين بالدول الغربية وكذلك لاستعمار الدول الأوربية للعديد من البلدان العربية. هؤلاء الباحثون ينتمون لعدة أمم وطوائف ودفعتهم عدة عوامل للبحث والتنقيب، فتخصص كل منهم في ناحية من النواحي.
ومن المفارقات العجيبة أنهم اهتموا بكتب السير والتاريخ والمغازي أولا (علما أنها تحمل العديد من الأحداث الكاذبة والمغلوطة) ثم أخدوا بعدها في دراسة القرآن، أصول الدين والفرق المتدينة.
نذكر من هؤلاء المستشرقون :
"رنان" "Renan" المستشرق الفرنسي المعروف بعصبيته على الإسلام والشرق، وكذلك الفرنسي الاخر "جوستاف لوبون" "Gustave Le Bon" صاحب كتاب حضارة العرب، والألماني "نولدكه" "Nöldeke" صاحب كتاب القيم في القرآن وتاريخه، واﻹيطالي "كايتاني" "Caetani" مؤلف كتاب حوليات الإسلام ... .
من أبرز المراحل الّتي يُقسّم إليها الاستشراق ما ذهب إليه الدّكتور المبروك المنصوري في كتابه "الدّراسات الدّينيّة المعاصرة من المركزيّة الغربيّة إلى النّسبيّة الثّقافيّة: الاستشراق، القرآن، الهويّة والقيم الديّنيّة"، إذ قسّم الاستشراق إلى ثلاث مراحل أساسيّة هي :
- الاستشراق الاستعماري (Colonial Orientalism) : ويشمل كلّ ما أٌنتج من بداية تشكّل هذا التوجّه مع الحركة الرّومانسيّة الغربيّة إلى حوالى 1960.
- الاستشراق ما بعد الاستعماري (Post Colonial Orientalism) : وهو التوجّه الّذي تشكّل في المرحلة ما بعد الاستعماريّة. ويرتكز أساسا على الجانب الثّقافيّ واللّغويّ وقد تلبّس لبوسا جديدا.
- الاستشراق الجديد (New Orientalism) : هو التيّار الّذي تشكّل في بداية هذا القرن. وقد دشّنه كريستوف لكسنبرغ بكتابه "القراءة السّريانيّة الآراميّة للقرآن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق