الأحد، 1 أبريل 2018

مات مبتسما !!

مات مبتسما !! :


 تؤمن الغالبية من الناس -الجهلة- بأن موت الشخص مبتسما دليل على تبشيره بالجنة ومفازتها، فكلما ذهبت لعزاء تجد أهل الميت فرحين بظهور ابتسامة على وجه فقيدهم، وتراهم يرددون هذه الجملة لشهور وسنين عديدة بعد فقدان أهلهم.
وهذه الخرافات لا أصل لها في كتاب الله عز وجل، بل على العكس تماما. فالقرآن لا يقول أن الموت مبتسما دليل على دخولك للجنة كما يزعم سدنة المعابد، بل العمل الصالح هو مفتاح الجنة، فنجد قوله ع وجل :
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} (الكهف 107-108)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة 277)
{مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (فصلت 46)
ولو حكمنا بدخول الناس للجنة لمجرد تبسمهم بعد الموت لما كان شخص في جهنم إلا عشرات الناس أو أقل، لأن الفراعنة - ماتوا مبتسمين - في الجنة، والملحدون في الجنة، الكفار في الجنة ... لأن كل هؤلاء ماتوا وهم مبتسمون.

 بعد الموت تبدأ عضلات الوجه - عموما - بالارتخاء، خصوصا العضلات المتسببة في الابتسام، وهما عضلتين كما يوضح العلماء "العضلة الوجنية الكبرى" و "العضلة العينية الدويرية" (كما في لوحة الموناليزا).
وكما ذكرت سابقا فإن ارتخاء هذه العضلات عند الموت دليل على ظهور معالم الابتسام على وجوه الموتى. وهذا ما وثقه وأكد عليه مجموعة من العلماء في العديد من الأبحاث، نذكر منهم "بول إيكمان" "Paul Ekman" في كتابه "Unmasking the face" الصادر سنة 1975، والعالمة "ماريان لا فرانس" "Marianne LaFrance" في كتابها "Why smile ?".

يمكن لأي شخص باحث عن الحقيقة أن يجد صورا ل "تشي جيفارا" وهو مبتسم بعد موته، وكذلك هناك صور لحاخامات وقساوسة ورهبان وهم مبتسمون، ليس لأنهم بشروا بالجنة عند موتهم بل لارتخاء العضلات.

في النهاية عزيزي القارئ كل اعتقاد لا بد أن تحكم فيه العقل فنحن مأمورون بالعقلانية والتفكر
{وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} (يس 68)
{لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (الأنبياء 10)
{قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} (الأنعام 50).

أسامة فاخوري

باحث إسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق